أبو ظبي مدينة الرقي والحضارة ، وكل ما فيها يأخذ من جمالها جمال ، وتستحق أن تكون من أهم وجهات السياحة في العالم بما تمتلكة من مقومات سياحية وعالية وتخطيط وتنظيم رائع.
ومن أهم تنظيمات المدينة توزع الشوارع والميادين بدقة عالية ، لتسهل التنقل في المدينة كونها تربط كافة أجزائها معا بشبكة منظمة وحديثة .
والشوارع هي شرايين المدينة، عبرها تُضخ دفقات الحياة من القلب إلى بقية أنحاء الجسد، فمدينة بلا شوارع، هي افتراض لا يتماشى مع المنطق البشري أو حتى الافتراضي، إذ لا تحمل المدينة صفتها وحيويتها إلا من شوارعها، قبل عمرانها وبنيانها.
وفي أبوظبي، للشوارع وظيفة أخرى، غير تلك الوظيفة الفيزيولوجية، أي الشرايين.. هي وظيفة معنوية قبل أي شيء آخر، تتعلق بذاكرة أجيال، وبسيرة شعب، وبموروث تراكم طيلة عقود.. وظيفة تعكسها الأسماء التي أطلقت عليها، ويطالعها الناس عندما يسلكون دروبها يومياً، دون أن يدرك بعضهم أنهم يقرؤون كتاب تاريخ مفتوح الصفحات، غزير الدلالات.
أهم ميادين وشوارع في أبو ظبي
محتوى المقالة
شارع الصوغ
ويعني اسمه “الهدية” التي يحملها الزائر إلى دار المضيف، أو الهدايا المتبادلة بين الأصدقاء، كما يحمل الاسم معنى المصوغات والحلي التي تتحلى بها النساء في المجتمع الإماراتي قديماً، فنجد أن هذا الشارع به عديد من المؤسسات والهيئات المهمة، فهناك مبنى دائرة التخطيط العمراني والبلديات، والذي يطلق عليه العامة «البلدية»، ويليه مبنى آخر خاص بـ«دائرة النقل».
ومن المباني المهمة أيضاً في شارع الصوغ، مبنى «دائرة التنمية الاقتصادية» ومبنى وزارة المالية الذي يأتي في الطرف المقابل لمبنى البلدية، ليتقاطعا مع شارع الفلاح، وهكذا نجد أن هذا الشارع يحمل أهمية خاصة في قلب العاصمة ويرتاده كثيرون على مدار اليوم، لذا كان من الطبيعي أن يتزين هذا الشارع باسم تراثي له مغزاه ودلالاته.
شارع الموكب
والذي يعني موكب الجمال وغيرها من الدواب التي عرفها أهل البادية عبر الزمن، يحفل أيضاً بعديد من المعالم المهمة بوسط العاصمة ومنها شركة «اتصالات»، وعديد من شركات التأمين وإدارة الدفاع المدني بأبوظبي، وتوكيلات السيارات والبنوك، موزعة بين عدد من البنايات الضخمة،
لتعطي شارع الموكب امتزاجاً فريداً بين عالم الأعمال ونمط الحياة العصرية لساكنيه الذي يفضل أغلبهم السكن والحياة بالقرب من أماكن عملهم، فنجد هذا الشارع من المناطق التي تضج بالحياة والمارة على مدار الساعة.
شارع الدوك
ويسمى أيضا شارع «الدوج» باللهجة المحلية، يعني بحسب الدهماني، نوعاً من أنواع المحار الذي يؤكل لحمه، ويعتبر من الوجبات الأساسية في الأزمنة السابقة، حيث كان أهالي المناطق الساحلية يتحينون أوقات اعتدال الحرارة لالتقاط هذا النوع من المحار الذي يعيش بين الصخور وفي المناطق الطينية بالقرب من سواحل البحار.
شارع الحيول
وهو الاسم الذي أطلقه الأقدمون على أساور زينة النساء، بحسب الوالد جمعة سعيد الرميثي، فهو من الشوارع المهمة التي تتقاطع مع شارع سلطان بن زايد الأول، وشارع الحيول به عديد من البنايات السكنية والمحال المنتشرة أسفل هذه المباني، إضافة لقربه من أكبر وأحدث مستشفيات العاصمة وهي «ميديور»، ما يجعل منه شارعاً سكنياً بامتياز تتوافر فيه كافة احتياجات سكانه.
شارع القفال
يطلق هذا المسمى على ردة الغوص أو العودة من رحلات الغوص، التي قد تمتد إلى 3 أو 4 أشهر، وذلك في ختام موسم الغوص من كل عام، ويحمل شارع القفال أهمية خاصة كونه يؤدي إلى منطقة «مراسي» المليئة بالمطاعم والمحال التي يقصدها الجميع خاصة أيام العطلات، فضلاً عن وجود مركز زايد للدراسات والبحوث، التابع لنادي تراث الإمارات.
ويعتبر مركز زايد نافذة تاريخية مهمة على ماضي دولة الإمارات، عبر احتوائه عديداً من الشواهد منها «معرض الشيخ زايد» الذي يضم عدداً من مقتنيات المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.
فضلاً عن دور المركز في المحافظة على تراث الآباء والأجداد من خلال البحث العلمي، وتنظيم الأنشطة التراثية وتطويرها، ونشر الوعي الفكري بالتراث وأهميته، وإجراء الدراسات والبحوث التراثية والتاريخية، بالإضافة إلى تهيئة كوادر مؤهلة من المواطنين الباحثين في التراث.
شارع الغلان
وهي منطقة بحرية يكثر فيها اللؤلؤ وتعتبر مغاصاً طبيعياً له، ويقع شارع الغلان متقاطعاً مع شارع الخليج العربي، وعلى ناصية الغلان نرى جامع محمد بن مسعود المحيربي، وعلى قرابة نحو 150 متراً من الجامع والشارع، نجد واحداً من أهم الشواهد الإعلامية في العاصمة وهو مبنى جمعية الصحفيين الإماراتية فرع أبوظبي، بما تمثله من أهمية خاصة في المشهد الإعلامي المحلي والإقليمي، وبما تضمه من قامات إعلامية كبيرة محلية وعربية وعالمية من المنتسبين للجمعية.
شارع الصجعة
يتقاطع هذا الشارع مع شارع سلطان بن زايد الأول، حيث نجد في الخلفية منه مركز مدينة زايد التجاري كواحد من أقدم وأهم نقاط الجذب السكاني والسياحي في العاصمة، خاصة وأنه يعج بعشرات المحال التي تعرض مختلف السلع ويجاوره سوق الذهب، حيث من المعتاد أن يتواجد آلاف الأفراد يومياً في تلك المنطقة للتسوق أو التنزه.